تراجع أسعار النفط عالمياً مع توقعات بانخفاض الطلب وزيادة المعروض
أسعار النفط

شهدت الأسواق العالمية انخفاضًا ملحوظًا في أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة حيث جاءت هذه التغيرات وسط توقعات تشير إلى انخفاض الطلب وزيادة المعروض من النفط الخام مما أثر بشكل كبير على الأسعار في الأسواق الدولية فمع تراجع النشاط الاقتصادي في بعض الدول الكبرى وزيادة الإنتاج من الدول المنتجة للنفط أصبح من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه لفترة ليست بالقصيرة ويؤثر على ميزانيات الدول التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط كما أن هذا الانخفاض قد يفتح المجال أمام استثمارات جديدة في مصادر الطاقة المتجددة مما يسهم في تحويل الأنظار نحو بدائل أكثر استدامة في المستقبل القريب.
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، حيث أبدى المتعاملون قلقهم من ضعف الطلب في الولايات المتحدة، أكبر سوق للنفط على مستوى العالم، بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة في الإمدادات هذا الخريف من قبل أوبك وحلفائها، وفقًا لتقارير وكالة “رويترز”.
استقرت عقود خام برنت الآجلة عند 68.12 دولارًا للبرميل، بانخفاض مقداره 50 سنتًا، أي بنسبة 0.73%، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 59 سنتًا، أي 0.91%، لتصل إلى 64.01 دولار للبرميل.
قال تاماس فارغا، المحلل في بي.في.إم أويل أسوشيتس، إن السوق بدأت تحول تركيزها نحو اجتماع أوبك+ المقرر الأسبوع المقبل، مما قد يؤثر بشكل كبير على اتجاه الأسعار في الفترة القادمة.
ارتفع إنتاج النفط الخام من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، المعروفين باسم أوبك+، حيث تسارعت الزيادات في الإنتاج لاستعادة الحصة السوقية، مما زاد من توقعات العرض وضغط على أسعار النفط العالمية.
أشار أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، إلى أنه من المتوقع أن نشهد زيادة كبيرة في العرض، مما سيغذي سوقًا يعاني من ضعف الطلب.
مع اقتراب انتهاء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، والذي يتزامن مع عطلة عيد العمال يوم الاثنين، يتضح أن فترة الطلب المرتفع في السوق الأمريكية، وهي أكبر سوق للوقود، قد اقتربت من نهايتها.
ذكر ليبو أيضًا أن السوق بدأت تتساءل عن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على الواردات من عدة شركاء تجاريين، مما قد يؤثر على التوقعات الاقتصادية للعام المقبل.
أوضح فيل فلين، المحلل الكبير في برايس فيوتشرز جروب، أن زيادات إمدادات النفط الخام لم تصل بعد إلى السوق الأمريكية، مما قد يزيد من احتمالية أن يصبح التوازن بين العرض والطلب أكثر صعوبة.
قال فلين: “لا أتوقع أي تشاؤم بشأن الطلب، من المتوقع أن يزداد عرض أوبك، لكننا لا نشهد ذلك في الولايات المتحدة، لذا أعتقد أن الوضع سيبقى متوترًا”.
ارتفعت الأسعار في وقت سابق من الأسبوع بسبب الهجمات الأوكرانية على محطات تصدير النفط الروسية، لكن التقارير عن محادثات بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بشأن وقف إطلاق النار المحتمل ساعدت في خفض الأسعار، وفقًا لفلين.
في مذكرة له، أشار المحلل أولي هفالباي في بنك إس.إي.بي إلى أن مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع المنتهي في 22 أغسطس أظهرت انخفاضات أكبر من المتوقع، مما يدل على أن الطلب في أواخر الصيف لا يزال قويًا، وخاصة في القطاعات الصناعية والشحن.
يراقب المستثمرون أيضًا رد الهند على الضغوط الأمريكية لوقف شراء النفط الروسي، بعد أن ضاعف ترامب الرسوم الجمركية على الواردات من الهند إلى ما يصل إلى 50% يوم الأربعاء الماضي.
حتى الآن، تحدت الهند الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن ترتفع صادرات النفط الروسية إلى الهند في سبتمبر، وفقًا لمتعاملين.
قال فارجا من شركة “بي في إم”: “الرأي السائد هو أن العقوبات الروسية لن تأتي قريبًا، وأن الهند ستتجاهل التهديدات الأمريكية بالعقوبات وستواصل شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة جدًا”.
تظل أسعار النفط موضوعًا حيويًا يتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، ومع استمرار المتغيرات، يبقى من المهم متابعة الأخبار والتقارير المتعلقة بأسواق النفط العالمية، خاصة في ظل التحديات الحالية التي تواجهها صناعة الطاقة، لذا يجب على المستثمرين والمحللين أن يكونوا على دراية بالتطورات القادمة لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة.